بسم الله الرحمن الرحيم
معلومات هامة عن السحر الاسود
عالم السحر عالم غامض، ومليان بالأسرار، ممكن يكون ليه مميزات، لكن الأغلب بيعمل أضرار كتير ومساوئ كتير وكمان كوارث أكثر وأكثر، لأن اللي بيلجأ ليه في الغالب بيكون عايز قوة جبارة وبيستخدمها في التنافس والسيطرة وإيذاء الناس فتعالوا نبص ونطل مع بعض على هذا العالم الغامض جدا جدا... المهم يكون قلبك جامد جدا جدا.
أسود ولا أبيض إيه الفرق؟
أول سؤال بييجي على بالنا أول ما نسمع كلمة سحر أسود: هو فيه سحر أبيض وسحر أسود؟
وفي الحقيقة هو كله سحر لكن كلمة سحر أبيض ظهرت نتيجة للتعذيب والعقاب اللي كان السحرة بيتعرضوا ليه، فكان الساحر عندما يتم القبض عليه يدعي أنه يستخدم سحره في العلاج من الأمراض أو الإصلاح بين الزوجات والأزواج أو الكشف عن الكنوز، وهو ما قيل عنه إنه سحر أبيض، لكن ما يستخدم في القتل والتعذيب والشر هو السحر الأسود، لكنه في النهاية كله سحر وكله بيعتمد على قوى غير طبيعية.
يمكن تكون دي البداية
عشان نعرف بداية السحر في العالم هنرجع مع بعض لقرووون كتييير قوي فقد بدأ السحر في بلاد فارس من حوالي 5 آلاف سنة قبل الميلاد على يد كاهن يسمى "زورستر" ويعتبر هذا الساحر واضع طرق السحر وأسسه التي سار عليها الكنعانيون والمصريون والهنود وغيرهم.
وطبعا مافيش حاجة بتأكد ده أو تنفيه لكن المهم هو إن السحر موجود من زماااان جدا.
وطبعا مش ممكن نتكلم عن السحر من غير ما نتكلم عن الفراعنة. فالمصريون القدماء مثل كل الأمم القديمة كانوا يؤمنون بالسحر، وبوجود القوى الخفية التي كانت تتحكم فيهم، لذا مارسوا السحر وأجادوه. وقد استمر السحر الفرعوني حتى بعد اندماج مصر في الإمبراطورية الرومانية، وكان السحر يمارس عادة في المعابد بواسطة الكهنة، لكن هذا لم يمنع الملوك نفسهم من ممارسة السحر مثل الملك الفرعوني "نيكتاييبس" وقد كان من أعظم السحرة وحكم حتى عام 358 قبل الميلاد، ووجد بورقة البردي رقم 122 المحفوظة بالمتحف البريطاني بعض التلاوات والرموز السحرية التي كان يستعين بها السحرة المصريون في أعمالهم وطقوسهم.
والسحر ماكانش معروف في مصر بس، لكن كان معروف برضه في شمال إفريقيا بصفة عامة. وكان السحر الأسود في تلك المناطق يعتمد على الكثير من الممارسات مثل صنع نموذج من الشمع مثلا للضحية التي سيقع عليها السحر وتعذيب هذا النموذج بغرس دبابيس فيه فيعاني صاحبه من آلام عديدة، أو من قدر معين من الألم أو يتصرف بطريقة محددة، كما كان من الممكن ربط عقدة من خصلة شعر لإحباط مخططات خصم كما أن إغلاق نصل سكين الجيب كان يؤدي إلى قتل الشخص الذي يكتب اسمه على النصل.
وكان الكنعانيون يعتقدون اعتقاداً كبيرا في القوة السحرية التي تشعها أجساد القطط والكلاب. وكانوا يتشاءمون من نباح الكلاب ليلاً ويتهمونها باستدعاء الشياطين لإلحاق الأذى بالسكان وهم نائمون. ومازالت هذه الخرافة شائعة بين بعض الناس حتى اليوم.
أما اليهود فهم من أخبث السحرة، فلديهم كتاب بالعبرية اسمه (كباله) يوجد عند أكابر سحرتهم، وقد حاول أغنياء السحرة في العالم الحصول عليه ولم يستطيعوا.
وكمان أوروبا
وقد عرفت أوروبا أيضا السحر الأسود، وقد ساهم اليونانيون قبل غيرهم في انتشار السحر وحافظوا عليه حتى في عهود ازدهار التفكير العقلاني، منطلقين من معتقدات ظلت ثابتة عندهم تؤكد أن الآلهة تبين مقاصدها من حين إلى آخر من خلال الكهنة أو الاستدلال بصرخات الطيور والنسور وحركاتها أو من خلال ملاحظة بعض العلامات التي قد تظهر في أحشاء القرابين وأكبادها والتي يقوم الكهنة بترجمة مضامينها.
وقد سادت ممارسات السحر الأسود أكثر في العصور الوسطى فقد كان لكل أمير وأميرة ساحر خاص به وكانت تتم -في الأغلب- إما للحصول على القوة والنفوذ أو التخلص من الأعداء وكانت -أحيانا- تستخدم للزواج وذلك مثل ما حدث مع الليدي "إليانور كوبهام" التي استطاعت بقوة السحر أن تجبر دوق "همفري" على الزواج منها. وأيضا "أنابولين" زوجة "هنري" الثامن فقد كانت أشهر ساحرات ذلك العصر واستطاعت أن تقتل كل من عارض زواجها واحدا تلو الآخر، وكانت هذه الساحرة الجميلة من أكثر الساحرات اللاتي تحدث عنهن التاريخ البريطاني فقد كانت تقتل كل من يعارضها ولا ينفذ أوامرها وكانت غالبا تقوم بقتل ضحاياها بواسطة سموم لا يظهر لها أعراض؛ لذلك كان يقال إن هذه السموم تصنع بواسطة الشياطين وهم من يقومون بدسها للضحية ويقال إنها في ليلة واحدة قامت بقتل 12 ساحرا وكاهنا وقسيسا.
وقد عرفت روسيا أيضا السحر ولعل "راسبوتين" أشهر هؤلاء السحرة ورغم سمعته السيئة -كان يلقب بالراهب الماجن- فإنه كان يعتبر من (الرجال المقدسين)، ففي طفولته، ظهرت لدى "راسبوتين" رؤى مستمرة عن القوى الإلهية وقدرات الشفاء الخارقة، إذ كان باستطاعته مثلا أن يبرئ حصانا بمجرد لمسه. لكنه اكتسب في فترة مراهقته اسم "راسبوتين" (أي الفاجر) بسبب علاقاته الجنسية الفاضحة.
وحين بلغ "راسبوتين" الثلاثين من عمره كان زوجا وأبا لأربعة أطفال، إلا أن ولعه بالشراب وسرقة الجياد كان دائما ما يتناقض وأصول الحياة العائلية التقليدية. وكان حادث اتهامه ذات مرة بسرقة حصان نقطة تحول في حياته، فقد هرب من القرية ولاذ بأحد الأديرة حيث اتخذ صفة الرهبانية التي لازمته بعد ذلك طيلة حياته.
ومع تأثره بتجاربه الروحانية، رحل "راسبوتين" عن قريته ليصبح مسافرا جوالا في أنحاء روسيا وخارجها. وخلال هذه الرحلات لم يغتسل أو يبدل ملابسه لفترات بلغت عدة أشهر، وكان يرتدي قيودا حديدية زادت من المعاناة. وقد شملت هذه الرحلات الدينية الشاقة رحلة إلى جبل أثوس باليونان وساعدته على اكتساب أنصار ذوي نفوذ مثل "هيرموجن، أسقف ساراتوي".
حكام وسحرة
بحلول عام ألف وتسعمائة وثلاثة وصل إلى سان بطرسبرج كلام عن قوى صوفية قادمة من سيبريا ذات عيون وحشية مضيئة، ونظرة مجنونة وقد ساهم ذلك في شهرة "راسبوتين"، حيث إن الطبقة الأرستقراطية كانت مولعة بمسائل السحر والتنجيم، وكانت عمليات تحضير الأرواح أمرا مألوفا.
وفي عام ألف وتسعمائة وخمسة قابل "راسبوتين" عالم لاهوت كان يعمل رئيسا لأكاديمية دينية وكاهن اعتراف للإمبراطورة "إلكسندرا فيودوروفونا" وهو الذي قدم "راسبوتين" وراهبتين سوداوي الشعر –كانتا تعرفان باسم الغرابين- للقيام بالتنبؤ وأعمال السحر لصالح البلاط الملكي. وكان للأسرة الملكية الروسية في الماضي تقليد استقبال الرجال المقدسين من أجل مناشدة تدخلهم بعدة طرق، خاصة تلك التي تؤمن مولد ذكر يرث عرش روسيا.
وقد استمر اهتمام الحكام بالسحرة لفترات طويلة جدا وقد شاع عن الكثير من الزعماء والرؤساء اهتمامهم بالسحر وقد ألف "أندريه ياربو" أشهر منجم فرنسي معاصر كتابا تناول فيه خفايا العلاقة السرية ما بين الحكام ورجال الحكم من جهة وعالم السحر والنجوم من جهة أخرى. ويعتبر الرئيس الأمريكي الأسبق "رونالد ريجان" الأشهر في دنيا الدجل، حتى إنه عند توليه الرئاسة في عام 1981 اختار ثلاثة منجمين ضمن مستشاريه الرسميين، ولم يأخذ أي قرار دون الرجوع إليهم، وعلى أساس حسابات الأبراج اختار "ريجان" نائبه "جورج بوش"، كما أنه اعتمد على نصائح عرافه المقرب "داني توماس" لمساندة "تانكر نيافيز" في انتخابات الرئاسة في البرازيل.
وأيضا الحديث عن ولع "نانسي" -زوجة "ريجان"- بالسحر والشعوذة يقترب من الأساطير، فمن يصدق أن زوجة رئيس أكبر دولة في العالم استدعت مشعوذا من الهند، صنع لها حجابا، حاولت إقناع زوجها بأن يعلقه في رقبته، وعندما فشلت وضعته تحت مخدته!
وكان الرئيس الفرنسي الراحل "فرانسوا ميتران" يستفسر عن أبراج زعماء العالم قبل مقابلاتهم، وقد توقف طويلا عند "صدام حسين" بعد احتلاله الكويت، وطلب تقريرا دقيقا عنه من عشرة منجمين، وبعد أن انتهى من قراءته قال: إن هذا الرجل من برج ناري وهوائي وترابي معا، فهو يشعل الحرائق ويثير العواصف ويغطي الدنيا بالغبار.
عقاب وتعذيب في كل العصور
تعرض السحرة في كل العصور إلى أشد وأقسى أنواع العذاب، ورغم ذلك فلم يتوقفوا عن بيع أرواحهم للشيطان ظنا منهم أنه يحميهم من أي عقاب من الحكومات المختلفة. فكانت كل من فرنسا وإيطاليا وألمانيا تحكم على الساحر بالإعدام حرقا وفي أسكتلندا كانوا يعاقبونهم برميهم في إناء مليء بالقار المغلي.
أما أمريكا فقد كان عقاب الساحر الشنق في أقرب شجرة لمنزل أو مكان الساحر وهو ما عانى منه الزنوج في تلك الفترة، حيث كان البيض يقومون بشنق الزنوج في الأشجار بتهمة السحر زورا وذلك لكرههم للزنوج.
وإذا رجعنا لصفحات التاريخ، فسنقرأ إن لويس الرابع عشر، أحد أشهر ملوك فرنسا، كان يجبر العرافين على البقاء معه في غرفة النوم ليحددوا له الوقت المناسب للإنجاب. وهو ما كان يفعله أيضا الرئيس الأوغندي الأسبق "عيدي أمين"، الذي أطلق الرصاص على أشهر السحرة في بلاده عندما أخطئوا في نوع المولود الذي كان ينتظره من إحدى زوجاته.
ولكن أبشع وأقسى طريقة اتبعت لعقاب الساحر هي التي طبقتها محاكم التفتيش بإسبانيا، فقد أعدت هذه المحاكم غرفاً مخصوصة مزودة بكافة آلات التعذيب التي لا تخطر على بال البشر، وأطلقوا عليها (غرف التعذيب أو الاعتراف) فعند القبض على الساحر واعترافه مبدئياً بمزاولته السحر يدخل غرفة التعذيب حيث تجري أعمال الحرق ونزع الأظافر والصلب وغيرها.
وفي القرن الثامن عشر عندما ألغيت عقوبة الإعدام على السحرة واستبدلت بعقوبة الحبس البسيط أو الغرامة، وجد الناس الفرصة الطيبة لمزاولة السحر وتعلمه والعمل به جهراً، وتكونت الأندية والجمعيات السحرية التي ضمت عدداً كبيراً من الرجال والنساء من مختلف الطبقات وأدى تخفيف العقوبة إلى رواج الدجل والشعوذة، وكان من يخشى اللوم أو العتاب يدعي أنه يعمل في علم الكيمياء الذي اشتهر أمره في هذا الوقت، وكان بعض السحرة في القرن المذكور يسكنون بين القبور والأمكنة الموحشة ويتجسدون في أجساد الموتى ويسطون ليلاً على الآدميين فيمتصون دماءهم واشتهروا في هذا الوقت باسم (مصاصي الدماء)، وزاد عددهم في فرنسا وروسيا والمجر وبولندا، وانتشرت بهذه المناسبة الوصفات السحرية التي تحصن الشخص ضد شاربي الدماء.
وفي أوروبا وفي القرن التاسع عشر والعشرين انتشر السحر انتشاراً واسعاً وتعقب البوليس السحرة ومازال يتعقبهم ويفاجئهم.
معلومات هامة عن السحر الاسود
عالم السحر عالم غامض، ومليان بالأسرار، ممكن يكون ليه مميزات، لكن الأغلب بيعمل أضرار كتير ومساوئ كتير وكمان كوارث أكثر وأكثر، لأن اللي بيلجأ ليه في الغالب بيكون عايز قوة جبارة وبيستخدمها في التنافس والسيطرة وإيذاء الناس فتعالوا نبص ونطل مع بعض على هذا العالم الغامض جدا جدا... المهم يكون قلبك جامد جدا جدا.
أسود ولا أبيض إيه الفرق؟
أول سؤال بييجي على بالنا أول ما نسمع كلمة سحر أسود: هو فيه سحر أبيض وسحر أسود؟
وفي الحقيقة هو كله سحر لكن كلمة سحر أبيض ظهرت نتيجة للتعذيب والعقاب اللي كان السحرة بيتعرضوا ليه، فكان الساحر عندما يتم القبض عليه يدعي أنه يستخدم سحره في العلاج من الأمراض أو الإصلاح بين الزوجات والأزواج أو الكشف عن الكنوز، وهو ما قيل عنه إنه سحر أبيض، لكن ما يستخدم في القتل والتعذيب والشر هو السحر الأسود، لكنه في النهاية كله سحر وكله بيعتمد على قوى غير طبيعية.
يمكن تكون دي البداية
عشان نعرف بداية السحر في العالم هنرجع مع بعض لقرووون كتييير قوي فقد بدأ السحر في بلاد فارس من حوالي 5 آلاف سنة قبل الميلاد على يد كاهن يسمى "زورستر" ويعتبر هذا الساحر واضع طرق السحر وأسسه التي سار عليها الكنعانيون والمصريون والهنود وغيرهم.
وطبعا مافيش حاجة بتأكد ده أو تنفيه لكن المهم هو إن السحر موجود من زماااان جدا.
وطبعا مش ممكن نتكلم عن السحر من غير ما نتكلم عن الفراعنة. فالمصريون القدماء مثل كل الأمم القديمة كانوا يؤمنون بالسحر، وبوجود القوى الخفية التي كانت تتحكم فيهم، لذا مارسوا السحر وأجادوه. وقد استمر السحر الفرعوني حتى بعد اندماج مصر في الإمبراطورية الرومانية، وكان السحر يمارس عادة في المعابد بواسطة الكهنة، لكن هذا لم يمنع الملوك نفسهم من ممارسة السحر مثل الملك الفرعوني "نيكتاييبس" وقد كان من أعظم السحرة وحكم حتى عام 358 قبل الميلاد، ووجد بورقة البردي رقم 122 المحفوظة بالمتحف البريطاني بعض التلاوات والرموز السحرية التي كان يستعين بها السحرة المصريون في أعمالهم وطقوسهم.
والسحر ماكانش معروف في مصر بس، لكن كان معروف برضه في شمال إفريقيا بصفة عامة. وكان السحر الأسود في تلك المناطق يعتمد على الكثير من الممارسات مثل صنع نموذج من الشمع مثلا للضحية التي سيقع عليها السحر وتعذيب هذا النموذج بغرس دبابيس فيه فيعاني صاحبه من آلام عديدة، أو من قدر معين من الألم أو يتصرف بطريقة محددة، كما كان من الممكن ربط عقدة من خصلة شعر لإحباط مخططات خصم كما أن إغلاق نصل سكين الجيب كان يؤدي إلى قتل الشخص الذي يكتب اسمه على النصل.
وكان الكنعانيون يعتقدون اعتقاداً كبيرا في القوة السحرية التي تشعها أجساد القطط والكلاب. وكانوا يتشاءمون من نباح الكلاب ليلاً ويتهمونها باستدعاء الشياطين لإلحاق الأذى بالسكان وهم نائمون. ومازالت هذه الخرافة شائعة بين بعض الناس حتى اليوم.
أما اليهود فهم من أخبث السحرة، فلديهم كتاب بالعبرية اسمه (كباله) يوجد عند أكابر سحرتهم، وقد حاول أغنياء السحرة في العالم الحصول عليه ولم يستطيعوا.
وكمان أوروبا
وقد عرفت أوروبا أيضا السحر الأسود، وقد ساهم اليونانيون قبل غيرهم في انتشار السحر وحافظوا عليه حتى في عهود ازدهار التفكير العقلاني، منطلقين من معتقدات ظلت ثابتة عندهم تؤكد أن الآلهة تبين مقاصدها من حين إلى آخر من خلال الكهنة أو الاستدلال بصرخات الطيور والنسور وحركاتها أو من خلال ملاحظة بعض العلامات التي قد تظهر في أحشاء القرابين وأكبادها والتي يقوم الكهنة بترجمة مضامينها.
وقد سادت ممارسات السحر الأسود أكثر في العصور الوسطى فقد كان لكل أمير وأميرة ساحر خاص به وكانت تتم -في الأغلب- إما للحصول على القوة والنفوذ أو التخلص من الأعداء وكانت -أحيانا- تستخدم للزواج وذلك مثل ما حدث مع الليدي "إليانور كوبهام" التي استطاعت بقوة السحر أن تجبر دوق "همفري" على الزواج منها. وأيضا "أنابولين" زوجة "هنري" الثامن فقد كانت أشهر ساحرات ذلك العصر واستطاعت أن تقتل كل من عارض زواجها واحدا تلو الآخر، وكانت هذه الساحرة الجميلة من أكثر الساحرات اللاتي تحدث عنهن التاريخ البريطاني فقد كانت تقتل كل من يعارضها ولا ينفذ أوامرها وكانت غالبا تقوم بقتل ضحاياها بواسطة سموم لا يظهر لها أعراض؛ لذلك كان يقال إن هذه السموم تصنع بواسطة الشياطين وهم من يقومون بدسها للضحية ويقال إنها في ليلة واحدة قامت بقتل 12 ساحرا وكاهنا وقسيسا.
وقد عرفت روسيا أيضا السحر ولعل "راسبوتين" أشهر هؤلاء السحرة ورغم سمعته السيئة -كان يلقب بالراهب الماجن- فإنه كان يعتبر من (الرجال المقدسين)، ففي طفولته، ظهرت لدى "راسبوتين" رؤى مستمرة عن القوى الإلهية وقدرات الشفاء الخارقة، إذ كان باستطاعته مثلا أن يبرئ حصانا بمجرد لمسه. لكنه اكتسب في فترة مراهقته اسم "راسبوتين" (أي الفاجر) بسبب علاقاته الجنسية الفاضحة.
وحين بلغ "راسبوتين" الثلاثين من عمره كان زوجا وأبا لأربعة أطفال، إلا أن ولعه بالشراب وسرقة الجياد كان دائما ما يتناقض وأصول الحياة العائلية التقليدية. وكان حادث اتهامه ذات مرة بسرقة حصان نقطة تحول في حياته، فقد هرب من القرية ولاذ بأحد الأديرة حيث اتخذ صفة الرهبانية التي لازمته بعد ذلك طيلة حياته.
ومع تأثره بتجاربه الروحانية، رحل "راسبوتين" عن قريته ليصبح مسافرا جوالا في أنحاء روسيا وخارجها. وخلال هذه الرحلات لم يغتسل أو يبدل ملابسه لفترات بلغت عدة أشهر، وكان يرتدي قيودا حديدية زادت من المعاناة. وقد شملت هذه الرحلات الدينية الشاقة رحلة إلى جبل أثوس باليونان وساعدته على اكتساب أنصار ذوي نفوذ مثل "هيرموجن، أسقف ساراتوي".
حكام وسحرة
بحلول عام ألف وتسعمائة وثلاثة وصل إلى سان بطرسبرج كلام عن قوى صوفية قادمة من سيبريا ذات عيون وحشية مضيئة، ونظرة مجنونة وقد ساهم ذلك في شهرة "راسبوتين"، حيث إن الطبقة الأرستقراطية كانت مولعة بمسائل السحر والتنجيم، وكانت عمليات تحضير الأرواح أمرا مألوفا.
وفي عام ألف وتسعمائة وخمسة قابل "راسبوتين" عالم لاهوت كان يعمل رئيسا لأكاديمية دينية وكاهن اعتراف للإمبراطورة "إلكسندرا فيودوروفونا" وهو الذي قدم "راسبوتين" وراهبتين سوداوي الشعر –كانتا تعرفان باسم الغرابين- للقيام بالتنبؤ وأعمال السحر لصالح البلاط الملكي. وكان للأسرة الملكية الروسية في الماضي تقليد استقبال الرجال المقدسين من أجل مناشدة تدخلهم بعدة طرق، خاصة تلك التي تؤمن مولد ذكر يرث عرش روسيا.
وقد استمر اهتمام الحكام بالسحرة لفترات طويلة جدا وقد شاع عن الكثير من الزعماء والرؤساء اهتمامهم بالسحر وقد ألف "أندريه ياربو" أشهر منجم فرنسي معاصر كتابا تناول فيه خفايا العلاقة السرية ما بين الحكام ورجال الحكم من جهة وعالم السحر والنجوم من جهة أخرى. ويعتبر الرئيس الأمريكي الأسبق "رونالد ريجان" الأشهر في دنيا الدجل، حتى إنه عند توليه الرئاسة في عام 1981 اختار ثلاثة منجمين ضمن مستشاريه الرسميين، ولم يأخذ أي قرار دون الرجوع إليهم، وعلى أساس حسابات الأبراج اختار "ريجان" نائبه "جورج بوش"، كما أنه اعتمد على نصائح عرافه المقرب "داني توماس" لمساندة "تانكر نيافيز" في انتخابات الرئاسة في البرازيل.
وأيضا الحديث عن ولع "نانسي" -زوجة "ريجان"- بالسحر والشعوذة يقترب من الأساطير، فمن يصدق أن زوجة رئيس أكبر دولة في العالم استدعت مشعوذا من الهند، صنع لها حجابا، حاولت إقناع زوجها بأن يعلقه في رقبته، وعندما فشلت وضعته تحت مخدته!
وكان الرئيس الفرنسي الراحل "فرانسوا ميتران" يستفسر عن أبراج زعماء العالم قبل مقابلاتهم، وقد توقف طويلا عند "صدام حسين" بعد احتلاله الكويت، وطلب تقريرا دقيقا عنه من عشرة منجمين، وبعد أن انتهى من قراءته قال: إن هذا الرجل من برج ناري وهوائي وترابي معا، فهو يشعل الحرائق ويثير العواصف ويغطي الدنيا بالغبار.
عقاب وتعذيب في كل العصور
تعرض السحرة في كل العصور إلى أشد وأقسى أنواع العذاب، ورغم ذلك فلم يتوقفوا عن بيع أرواحهم للشيطان ظنا منهم أنه يحميهم من أي عقاب من الحكومات المختلفة. فكانت كل من فرنسا وإيطاليا وألمانيا تحكم على الساحر بالإعدام حرقا وفي أسكتلندا كانوا يعاقبونهم برميهم في إناء مليء بالقار المغلي.
أما أمريكا فقد كان عقاب الساحر الشنق في أقرب شجرة لمنزل أو مكان الساحر وهو ما عانى منه الزنوج في تلك الفترة، حيث كان البيض يقومون بشنق الزنوج في الأشجار بتهمة السحر زورا وذلك لكرههم للزنوج.
وإذا رجعنا لصفحات التاريخ، فسنقرأ إن لويس الرابع عشر، أحد أشهر ملوك فرنسا، كان يجبر العرافين على البقاء معه في غرفة النوم ليحددوا له الوقت المناسب للإنجاب. وهو ما كان يفعله أيضا الرئيس الأوغندي الأسبق "عيدي أمين"، الذي أطلق الرصاص على أشهر السحرة في بلاده عندما أخطئوا في نوع المولود الذي كان ينتظره من إحدى زوجاته.
ولكن أبشع وأقسى طريقة اتبعت لعقاب الساحر هي التي طبقتها محاكم التفتيش بإسبانيا، فقد أعدت هذه المحاكم غرفاً مخصوصة مزودة بكافة آلات التعذيب التي لا تخطر على بال البشر، وأطلقوا عليها (غرف التعذيب أو الاعتراف) فعند القبض على الساحر واعترافه مبدئياً بمزاولته السحر يدخل غرفة التعذيب حيث تجري أعمال الحرق ونزع الأظافر والصلب وغيرها.
وفي القرن الثامن عشر عندما ألغيت عقوبة الإعدام على السحرة واستبدلت بعقوبة الحبس البسيط أو الغرامة، وجد الناس الفرصة الطيبة لمزاولة السحر وتعلمه والعمل به جهراً، وتكونت الأندية والجمعيات السحرية التي ضمت عدداً كبيراً من الرجال والنساء من مختلف الطبقات وأدى تخفيف العقوبة إلى رواج الدجل والشعوذة، وكان من يخشى اللوم أو العتاب يدعي أنه يعمل في علم الكيمياء الذي اشتهر أمره في هذا الوقت، وكان بعض السحرة في القرن المذكور يسكنون بين القبور والأمكنة الموحشة ويتجسدون في أجساد الموتى ويسطون ليلاً على الآدميين فيمتصون دماءهم واشتهروا في هذا الوقت باسم (مصاصي الدماء)، وزاد عددهم في فرنسا وروسيا والمجر وبولندا، وانتشرت بهذه المناسبة الوصفات السحرية التي تحصن الشخص ضد شاربي الدماء.
وفي أوروبا وفي القرن التاسع عشر والعشرين انتشر السحر انتشاراً واسعاً وتعقب البوليس السحرة ومازال يتعقبهم ويفاجئهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق