الأخ الدكتور / محمد عبدالعال ( و بقلمه )
مداخل الشيطان
الحمد لله رب العالمين الفتاح العليم الحامى الواقى لعباده المؤمنين من شرور الشيطان الرجيم والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين محمد بن عبداللاه وعلىآله وصحبة وسلم .
قال تعالى :
{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لْلْمَلآئِكَةِ إِنِّى خَالِقٌ بَشَرًا من طِينٍ &
فَإِذَا سَوَيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُوحِِى فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ &
فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ &
إِلآ إِبْلِيسَ اسْتَكْيَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ &
قَالَ يَآ إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَّيَّ
أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ &
قَالَ أَنَا خَيْرُُ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ &
قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمُُ & وَإِنْ ْعَلَيْكَ لَعْنَتِى إِلَى يَوْمَ الْدِينِ &
قَالَ رَبِّ فِأَنظِرْنِى إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ & قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ &
إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ & قِالَ فَبِعِزِّتِكَ لأَغْوِيْنَّهُمْ أَجْمَعِينَ &
إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ &
( سورة ص 71-83 )
أراد الله تعالى أن يبين لنا أخطار ابليس علينا وهويحيط بنا ومن حولنا ويعيش معنا ،
هذا هو أبليس اللعين الرجيم المطرود
من رحمة الله واليائس من رحمة الله وبينت الآيات :-
1- إستكبار أبليس وعصيان أمر ربه جل جلاله
2- اتخذ لنفسه الخيرية فى التفضيل وهذا أمر لا يخصه لعنه الله
3- أنه توعد وهدد بإغواء بنى آدم أجمعين بعصيان الله جل جلاله
مع العلم بأن أبليس يعلم بوحدانية الله وعزته ،
قاسمًا بغاوية بنى آدم والتحريض على الكفر بالله
أستثنى أبليس العباد المخلصين ، وذلك لضعفه وخيبة أمله .
والشيطان من الفعل شطن أى أبعد عن الخير ،
فسمى شيطانًا لبعده عن الحق ولتمرده على أوامر الله ،
وكل عاتٍ متمرد من الجن والأنس فهو شيطان .
والرجيم هو المحروم من الخير ،
المهان فى الدنيا والآخرة وهو من الفعل رجم وهو المرجوم بالحجارة حتى القتل ،
واللعن والطرد والشتم
ومن هنا لابد لإبليس من اتخاذ مداخل لغواية بنى آدم وحذرنا الله
منها فى كتابه الكريم القرآن العظيم وهى :-
الْوَسْوَسَةُ : هى ما يختلج فى السر ونفس الإنسان،
وتؤدى إلى إدخاله فى المعصية بالزلل ،
وهى خواطر ليست بمستقرة فى القلب وتدل على الإيمان ،
قال تعالى :
{ فَوَسْوَسَ إَلَيْهِ الْشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ
هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَ يَبْلَى }
( طه 120)
الأَزُّ : هو التهيج والإغراء والشياطين تغوى وتغرى لإرتكاب المعاصى ،
قال تعالى :
{ أَلَمْ تَرَى أَنَّا أَرْسَلْنَا الْشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزَّا }
( مريم 83 )
الإِسْتَزَلالُ : هو قبول وسوسة الشيطان ودعوته لقبول ما ارتكب من الإثم والذنب وتحسين ذلك فى النفس ،
قال تعالى :
{ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ
إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الْشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا
وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمُ إَنَّ اللهَ غَفُورُُ حَلِيمُُ }
( آل عمران 155 )
الْنَّزْعُ : هو الوسوسة عند الغضب التى تؤدى إلى الفساد ،
ينزغ بيننا أى يفسد بيننا ، قال تعالى :
{ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الْشَّيْطَانِ نَزْغُُ ُ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعُ ُ عَلِيمُُ }
( الأعراف 200 )
أَزَلَ :أى اوقع فى الخطيئة وإبعد عن الطاعة إلى المعصية،
قال تعالى
:{فَأَزَلَّهُمَا الْشِّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَنَا فِيهِ }
( البقرة 36 )
أَمْلَى : أى مد لهم الشيطان فى الأمال والأمانى ووعدهم طول العمر حتى يتمادوا فى الكفر
سَوَلَ : أى زين لهم الشيطان خطاياهم وسهل فعل الشهوات ويجعلها هينة فى نظرهم ،
قال تعالى :
{ إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدَّوُا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بّعْدِ مَا تَبَيْنَ لَهُمُ الْهُدَى
الْشَّيْطّانُ سَوَّلَ لَهُم وَأَمْلَى لَهُمْ }
( محمد 25 )
الْكَيْدُ : هو المكر ، قال تعالى :
{ الَّذِينَ أِمَنُوا يُُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللهِ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيِلِ الْطَاغُوتِ
فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الْشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الْشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا }
( النساء 76 )
الْمَسُ : هو إصابة الأنسان بمرض يؤدى إلى إضطراب فى حياته ،
قال تعالى :
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَقَوْا إِذَا مَسَهُمْ طَائِفُ ُ مِّنَ الْشَّيْطَانِ
تَذَكَرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ }
( الأعراف 201 )
زَيْنَ : الزينة هى رؤية الشىء فى أحسن صورة ،
قال تعالى:
{ وَزَيْنَ لَهُمُ الْشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
( الأنعام 43 )
اسْتَحْوَذَ : استولى الشيطان وسيطر على تفكير الأنسان حتى أنساه الإيمان ،
قال تعالى :
{ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الْشَّيْطَانُ فَأنسَاهُمُ ذِكْرِ اللهِ
أُلَئِكَ حِزْبُ الْشَّيْطَانِ أَلآ إِنَّ حِزْبَ الْشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ }
( المجادلة 19 )
اسْتَهْوَى : زينت الشياطين هوا الأنسان ودعته إليه ، قال تعالى :
{ كَالَّذِى اسْتَهْوَتْهُ الْشَّيَاطِينَ فِى الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابُُ
يَدْعُونَهُ إلَى الْهُدَى ائْتِينَا
قُلْ إِنَّ هُدَى اللهُ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ }
( الأنعام 71 )
يُوحِى : يوحى الشيطان للمشركين لإستحلال الحرام ويلقى فى قلوب المشركين حب الجدال بالباطل ،
قال تعالى :
{ وَإِنَّ الْشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ
لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ }
( الأنعام 121 )
الهَمْزُ : هو سورات الغضب التى لا يملك الإنسان فيها نفسه ويتفوه بكلمات وألفاظ من وراء القفا ،
وهو دفع من الشياطين ،
قال تعالى
{ وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِك مِنْ هَمَزَاتِ الْشَّيَاطِينِ } (
كيف تستعيذ من الشيطان :
قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
قل : أعوذ بالله من همزات السياطين وأعوذ بالله أن يحضرون
قل : أعوذ بالله من الخبث والخبائث
قراءة القرآن الكريم ،
البيت الذى تقرء فيه سورة البقرة لا تخله الشياطين ثلاثة أبام
الإكثار من ذكر الله ، واجعل لسانك رطبًا بذكر الله ،
والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
للراجى عفو الله
أبوهيثم محمد بن عبدالعال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق